فايز نصّار
احتضنت الجزائر الشقيقة جورة الالعاب العربية العاشرة سنة 2004 ، وشاركت فلسطين في الدورة بوفد رياضي جرار ، نجح في تقديم ملامح الصورة الرياضية في فلسطين في خضم الانتفاضة الثانية ، التي جمدت مختلف الانشطة الرياضية ، وغير الرياضية .
وحظي الوفد الفلسطيني يومها بحفاوة منقطة النظير من قبل الأشقاء الجزائريين ، الذين يعتبرون فلسطين قضيتهم الأولى .. ونجح الجزائريون في تنظيم أولمبياد رياضي عربي مشهود ، عكس القدرات التنظيمية الجزائرية ، والمرافق الرياضية المنتشرة في كل مكان .
ولم يكن من السهل على الوفد الفلسطيني التناغم مع مختلف الألعاب ، الموزعة على المنشئات الرياضية الجزائرية ، المنتشرة أفقياً في العاصمة الجزائرية المترامية الاطراف .
وكان الأمر يحتاج إلى رجل ضليع ، يعرف أسرار القيادة الرياضية ، فظهر المخضرم داود متولي ، الذي أحسن الوفادة ، فظهر نشاطه الإداري في مختلف مناطق الجزائر ، من الرويبة ،إلى قصلا الصنوبر ، ومن بن عكنون ، حتى القبة ، والحراش ، وحسين داي .
وعرف الشارع الرياضي الفلسطيني أبا صبحي منذ الستينات ، وظهرت مواهب الرجل ، لاعباً ، ومدرباً ، وحكماً ، وإدارياً ، وكانت كانت له بصمات هامة ، ساهمت في رسم معالم الخارطة الرياضية الفلسطينية ، التي يملك في أرشيفه الكثير من أسرارها ، كونه كان الإداري الاول في رابطة الأندية .
وزادت مكارم المتولي الرياضية ، من خلال نشاطه الرياضي المدرسي ، وبعد التحاقه بوزارة الشباب والرياضة ، ومن خلال النادي الأمّ ثقافي البيرة ، دون نسيان دوره الكبير في اتحاد المبارزة الفلسطيني .
ويحسب لأبي صبحي نشاطه الرياضي المتنوع ، وقدراته التنظيمية ، التي وصلت إلى كل شيء ، بما جعله يملك من القصص ما يصلح رواية عن الرياضة الفلسطينية في السراء والضراء ، وإليكم بعض هذه الأسرار في هذا اللقاء .
- اسمي داود صبحي عبد القادر المتولي "أبو صبحي" ، من مواليد القدس يوم 27/12/1950 ، وحالياً أسكن مدينة البيرة.
- كانت بدايتي مع الرياضة كلاعب كرة قدم ، إلا أنني لم أكن لاعباً مرموقاً ، وظهرت قدراتي أكثر في لعبتي كرة اليد ، وكرة الطاولة ،اللتين ظهرت بشكل جيد فيهما .. وبعد انتهاء دراستي أصبحت مدرساً لمادة التربية الرياضية ، ثم توجهت للتحكيم ، والتدريب ، وفي المجال التربوي كنت ضمن الفريق الوطني ، لإعداد مناهج التربية الرياضية لوزارة التربية والتعليم ، لدى دخول السلطة الوطنية إلى أرض الوطن .
- وخلال مسيرتي أشرفت على تدريب مركز الأمعري بين سنتي 1972 و 1978 ، وشباب البيرة بين سنتي 1978 و 1980 ، والعربي بيت صفافا سنتي1980 و1981" ، وكنت أحياناً أشرف على تدريب ثلاثة أندية في الوقت نفسه.
- وكنت حاضراً عندما تأسست رابطة الأندية الرياضية ، لمحافظات القدس ، و رام الله والبيرة ، وأريحا ، وبيت لحم ، والخليل ، لقيادة الحركة الرياضية الفلسطينية بتاريخ 27/12/1975 ، والتي كانت تدار قبل ذلك من قبل اتحاد الأندية العربية ، الذي تأسس في القدس ، قبل إغلاقه من قبل سلطات الاحتلال .
- وشهدت سنة 1980 انضمام أندية الشمال للرابطة ، التي أصبحت تسمى رابطة أندية الضفة الغربية ، برئاسة المرحوم ماجد أسعد ، مع وجود رابطة أندية في غزة ، برئاسة الأستاذ معمر بسيسو.
- وفي تلك الفترة كلفني المرحوم ماجد أسعد بأن أكون سكرتيراً تنفيذياً للرابطة ، فابتعدت منذ سنة 1981 عن التحكيم ، والتدريب ، وتفرغت بالكامل لعمل الرابطة الإداري ، ولكن ذلك لم يحل دون القيام بتحكيم بعض المباريات غير الرسمية ، مثل دورة لا للمخدرات ، ومباريات لمنتخب الضفة ، ومنتخب غزة ، ومنتخب النجوم ، ومباريات الاعتزال ، ولكن لم أحكم مباريات الدوري ، رغم كوني من حكام النخبة في ذلك الوقت .
- وتطور الأمر سنة 1994 ، حيث أصبحت عضواً في رابطة الأندية الرياضية ، وسكرتير الرابطة التنفيذي ، وكنت رئيسا للجنة اللوائية ، لأندية محافظة رام الله والبيرة، وبقيت في هذا المنصب حتى انتهاء مهمة الرابطة .
- وأعتز كثيرا بعملي الممتع في تلك الفترة ، حيث توليت جميع أمور العمل في الرابطة ، من أرشفة ، وكتابة ، وإعداد التقارير ، و طباعتها ، وإصدار بطاقات اللاعبين ، الذين وصل عددهم إلى 6 آلاف لاعب بطريقة يدوية ، وبتوفيق من الله كنت أوزع البطاقات ، ومحاضر جلسات الرابطة على جميع الأندية ، من الظاهرية جنوباً ، حتى جنين شمالاً ، وذلك خلال عشرين سنة ، من سنة 1975 ، حتى سنة 1995.
- وفي تلك الفترة كانت شاهداً على وقائع انتخابات الرابطة ، التي كانت تجري كل سنتين مرة ، وكانت تضم 25 ناديا مؤسساً ، ليصل العدد في آخر سجل للرابطة سنة 1995 إلى 265 نادياً في الضفة عام 1995.
- وخلال الانتفاضة الأولى ، كلفت من قبل الرابطة بتسجيل عدد من الأندية ، في القرى التي لا يوجد فيها أندية ، وذلك لعدم وجود مؤسسات تقدم الخدمات لتلك القرى ، في ظل حلّ المؤسسات الوطنية ، من قبل سلطات الاحتلال .
- وأعتز كثيراً بعملي مدرساً للتربية الرياضية ، في محافظة رام الله والبيرة ، ثم مشرفاً تربوياً لمادة التربية الرياضية لمحافظتي رام الله وأريحا ، وشغلي منصب مدير المنتخبات الوطنية ، حيث أصبحت أول مدير لدائرة المنتخبات الوطنية ، في وزارة الشباب والرياضة ، منذ عام 1995 ، ثم مدير مجمع ماجد أسعد بالبيرة.
- وأثناء عملي في وزارة الشباب و الرياضة - كمدير لدائرة الانتخابات - طلب مني وكيل الوزارة ، الدكتور جمال محيسن ، والمدير العام للوزارة ، المرحوم راسم يونس تشكيل اتحاد المبارزة ، وكلفت منهما بدراسة الموضوع ، والتوجه إلى الأردن ، للاستفادة من التجربة الأردنية في هذه اللعبة ، لننطلق بعد ذلك في تشكيل الاتحاد الفلسطيني للعبة ، ونشرها في فلسطين.
- وبحمد الله نجحنا في تأسيس الاتحاد ، واعترف بنا الاتحاد العربي سنة 1999 ، والدولي سنة 2000 ، واتحاد غرب آسيا سنة 2001 ، وبقيت رئيساً لاتحاد المبارزة طوال الفترة الماضية -باستثناء عامي 2013 و 2014 - ثم عدت لرئاسة الاتحاد الفلسطيني سنة 2015 .
- وبفضل الله أصبحت رئيساً لاتحاد غرب آسيا ، بعد اجتماع الاتحاد ، الذي جرى عام 2011 ، ومنذ ذلك الحين ، وأنا رئيس اتحاد غرب آسيا ، كأول فلسطيني يتبوأ هذا المنصب ، بالحصول على رئاسة اتحاد ، على المستوى العربي ، أو لغرب آسيا.
- وفي مسيرتي مع اتحاد المبارزة شارك الاتحاد في البطولات العربية ، والآسيوية ، وبطولات غرب آسيا ، والبطولات الدولية في المبارزة ، ونجح الاتحاد في تحقيق نتائج ملموسة في زمن قصير ، وحصل لاعبو الاتحاد على العديد من الميداليات الملونة ، حتى أطلق الاتحاد العربي على الاتحاد الفلسطيني لقب الحصان الأسود ، إضافة إلى نجاح الاتحاد في تنظيم بطولة "القدس تناديكم" في الأردن ، والتي انطلقت من المسجد الأقصى ، وجرت وقائعها في عمان ، لعدم مقدرة الكثير من الدول العربية الدخول إلى فلسطين ، نظراً لعدم وجود التصاريح اللازمة للدخول.
- وخلال مسيرتي الرياضية عينت عضواً في المجلس الأعلى للشباب والرياضة سنة 1996 ، وعضواً في اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، من قبل المرحوم الحاج أحمد القدوة ، وانتخبت أيضا في اللجنة الأولمبية من سنة 2008 ، حتى سنة 2012 ، في عهد اللواء جبريل الرجوب ، حيث أوكلت لي رئاسة ، وعضوية العديد من البعثات الرياضية الرسمية ، العربية ، والدولية ، منها آسياد بوسان بكوريا ، والمدير الإداري في البطولة العربية بمصر 2008 ، والمدير الإداري للبعثة الفلسطينية في الدورة العربية بالجزائر 2004 ، ورئيس البعثة للدورة الرياضية العربية الحادية عشرة في قطر ، التي كانت أكبر بعثة فلسطينية مشاركة ، من حيث عدد أفراد البعثة ، وتحقيق النتائج ، والحصول على أفضل نتائج في الميداليات الذهبية ، والفضية ، والبرونزية.
- وخلال مسيرتي كانت لي بعض المحطات مع الإعلام الرياضي ، منها إنجاز لقطات كاريكاتير ، لحالات رياضية تحصل في الملاعب ، كما كنت أكتب مقالات عن بعض المواضيع الرياضية التثقيفية ، في صحف الشعب ، والقدس ، والفجر ، والنهار ، ثم أسست مجلة الرياضة الفلسطينية ، إلا أنها لم تستمر طويلا ، حيث حوربت من بعض الإعلاميين الرياضيين .
- ومنذ سنة 2015 كلفني اللواء جبريل الرجوب بإقامة المتحف الوطني الرياضي الفلسطيني ، في مقر اتحاد كرة القدم بالرام ، وما زلت مديره العام ، ومنذ سنة نحاول تطوير المتحف ، الذي يحتوي على تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية ، من مقتنيات ، وأوسمة ، وملابس ، وتراث ، وعينات من الألبسة الرياضية ، وقصص من سجلات الرياضة الفلسطينية ، في مختلف الألعاب .
- من جهة أخرى أعكف الآن على إعداد موسوعة الرياضة الفلسطينية من سنة 1900 حتى الآن ، وسيصدر لي قريبا كتاب الألعاب الشعبية الفلسطينية ، ناهيك عن امتلاكي لأرشيف رياضي ثري ، عن الحركة الرياضية والشبابية في فلسطين ، قديماً و حديثاً .
- وفي مسيرتي كنت حاضراً ثلاث مرات ، في بطولة القدس الدولية لكرة القدم ، التي كان ينظمها الأخوة في نادي حيفا ، واللجنة الأولمبية العراقية ، وذلك بتكليف رسمي من وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية .
- وأعتز كثيراً باختياري مرتين كأفضل شخصية رياضية في فلسطين ، وجاءت الأولى في استفتاء مجلة عالم الرياضة سنة 1992 ، والثانية في استفتاء الإذاعة الفلسطينية عام 1997 .
ملاحظة: التعليقات تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.